 |
نيلي كريم وسط جنود الأمن المركزي - فيلم إشتباك
|
اسمحوا لى ان ابدا بالقول أني اكره هذا الفيلم
قصة رائعة , لغة أصلية , و صور ملهمة .
فى حال لم تفهم النكتة من المحتمل انك لست مصريا و لا تفهم الثقافة المصرية في المزح و الفكاهة أبدا
بالرغم
من أنه كان بأمكانة أن يقوم بعمل أكتر من فرصة مغرية في السينما الا أن
الجرئ محمد دياب فضل أن لا يتبع الأسلوب التقليدي في السينما المصرية و
قرر خوض تجربة جديدة و فريدة أكثر صعوبة و جرأة يمكننا أن نوصفه بأنه
أنطلاقة و موجة جديدة في السينما المصرية .
قرار أن لا
يخرج أبداً من سيارة الترحيلات قد يجعل الفيلم في نظرك مهمة سهلة التنفيذ ،
و لكن لا تنخدع بهذا أبداً ، فهذا ليس سهلا كما يبدو . تأثير هذا القرار
ليس الشئ الوحيد الذي جعل الفيلم يتعمق في المظاهر البصرية و لكي أيضا
التحول السريع في أحداثه مما أدى إلى نوع من ضبط النفس في أكثر من جزء من
القصة بجانب دور محمد دياب .
هذا ومن الجدير
بالذكر أن الفليم تعمق في منطقة غير تقليدية لم يسبقه ألي أي من صناع
السينما في مصر ، بينما كان الجميع يفكر في الحاجة ألي أيجاد مخرج للركاب
في عربة الترحيلات أو توفير مخرج لمن يطلقون النار أو يتلقون الدعم للتقدم ،
فقد ضحي دياب مخرج الفيلم من أجل المفاجأة و التشويق للمشاهدين . فقد هدف
الفيلم ألي جعل المشاهد في حالة قلق مستمرة حتي أخر الفيلم ، و جعلهم
يشعرون كأنهم في العربة يمرون بنفس الظروف العصيبة و ذلك من خلال المشاهد
القريبة و التمثيل المتقن للأبطال و كانت النتيجة واضحة علي وجوه المشاهدين
علي كراسي المسارح و السينمات .
انها مسالة
معقدة للغاية شرح اراء قضايا الثلاثين من حزيران/يونيو 2013, الانقلاب
العسكرى المصرى. و اية محاولة للقيام بذلك, من المرجح ان يجدوا انفسهم الى
معنى محاكمات مضللة, مما افضى فى نهاية المطاف الى سؤال يسأله المشاهد
لنفسه " في أي جانب أنت ؟ "
الفليم
ليس عن الثورة المصرية و لا يتحدث عنها و لكنه يدور حولها ، حيث أن محمد
دياب قام بعرض أحداث معينة و تنحي جانبا ليضع المشاهد في مقعد الحكم علي
الأحداث و يراها بمنظوره الخاص ، و هو ما يضعه في مرحلة خوض التجربة و
الأحساس بما شعر به الكثيرين من الناس ممن مرو في هذه التجربه في الواقع .
مفتاح
نجاح فيلم أشتباك حتي الأن هو عراقته و ملامسته للواقع المصري الحقيقي
فمن العرض الأول و حتي أخر لحظة به يمثل الفيلم الهواء النقي لمناخ
سينمائي مصري قوي و نقي و سينما قوية يريد أن يراها العديد من الأذواق في
مصر . دياب ليس خائف لأخذ وقته لاستكشاف نفسية الرجل العادي والمرأة،
والعمل في طريقه من خلال مختلف مستويات المجتمع .
 |
هاني عادل - فيلم أشتباك |
وقال
انه لا يقيد نفسه من زيارة التفاصيل الصغيرة مثل لعبة مستمرة من التشنج
اللاإرادي تاك تو الذي يقام وسط كل هذا الجنون. أو أن يتم أستخدام مرحاض
الحافلة من 20 شخص ، فهي التفاصيل ليست حشو للفيلم و لكنها تمثل الأفكار
اللازمة التي تنقل لنا كل شئ في نهاية المطاف و تحدثنا عن الفوضي و عن أن
كلنا بشر في النهاية .
كل المواهب التي ظهرت علي الشاشة
قدت أدت دورها بأتقان بالغ للغاية ، مقدمين الخصائص و السلوكيات المختلفة
لكي شخصية و أستطاعو ترجمه ما كان حبر علي ورق و تحويله لشخصيات واقعية
تستطيع لمسها و الشعور بها و التفاعل معها من أمام الشاشة . و هذا لو ما لم
يحدث في الأفلام المصرية سابقا أن يجعلك تشعل بأنسانية الشخصية و أن يعطي
لها صوت في عقلك و أنسانيتك ، و يظهر هذا علي وجه التحديد مع قوات الأمن
المركزي حيث صورت علي مدي عقود علي أنها أتباع للحكم الباطش في مصر و
قيامهم بأخذ الأجراءات و الأفعال التي كان لها مردود و عواقب مؤثر في
الواقع و المجتمع المصري .
مشاهدة فيلم أشتباك هو أمر جيد جداً حيث أنه من الضروري تستمر الموجة الهادفة هذه في السينما المصرية .